حديقة الحسينية في عصر الخدمات والرفاهية الذي تتميز به المجتمعات الحديثة تستأثر أعمال إنشاء الحدائق العامة وإيجاد الأماكن الترفيهية والأنشطة والبرامج السياحية بنصيب وافر من اهتمام البلديات خاصة في المدن الكبرى لما يشكله ذلك من مظاهر حضارية ومتنفسات طبيعية توفر للمواطنين بمختلف شرائحهم أجواء صحية وترفيهية مناسبة مع ما يعطيه وجود الحدائق وحسن في هذا المجتمع وتقدمه حتى بات الاهتمام بالحدائق العامة على وجه الخصوص والعناية بها وما تستحوذه من مساحات وتنظيمات مقياساً صادقاً لرقي المدن مواكبتها لأهم الجوانب الحضارية التي تميز المدن الحديثة. ولا شك أن الإنسان المتمدن قد أضحى معروف لديه ما للحدائق العامة وأماكن الترفيه البريئة من مزايا تهم الفرد والمجتمع والتي تظهر جلياً فيما يترتب على وجودها من مظاهر جمالية تريح النفوس من ضغوط العمل والدراسة وتسلية الأسر في أوقات الفراغ و الإجازات والعطلات الأسبوعية ولتمضية الأطفال أوقات لهو بريئة في أجواء صحية آمنة يتمم هذه الإيجابيات ما سوف يترتب بالضرورة على وجود الحدائق وانتشارها بين الأحياء السكنية وعلى محيط المدينة من محافظة على نقاء ونظافة جو المدينة وتخليصه من الشوائب وتأمين ما تستهلكه الكائنات الحية من الأوكسجين وتأمين البيئة الصحية المناسبة للكائنات الحية وأهمها الإنسان. وفي إطار اهتمام أمانة العاصمة المقدسة وحرصها على توفير كل ما من شأنه راحة ورفاهية سكان البلد الأمين من مواطنين ومقيمين ومن وقد إليها من حجاج ومعتمرين والإسهام في دعم الحركة النهضوية في أم القرى وما يتبعها من الضواحي والقرى القريبة فقد كان للأمانة جهدها الوافر وعنايتها الكبيرة في هذا الجانب من أسباب التطور والمظاهر الجمالية المتمثلة في عشرات الآلاف من الأمتار من المسطحات الخضراء وملايين الأشجار والشجيرات والزهريات التي تغطي معظم نواحي مكة المكرمة وعلى امتداد شوارعها العامة وطرقها الدائرية مضافاً إليها المشاريع الاستثمارية لتشغيلها عن طريق القطاع الخاص والتي شكلت إلى جانب ما تم تنفيذه وما سوف ينفذ مستقبلاً إضافة جديدة وروافد مستمرة تعزز وتدعم هذه التوجيهات الحضارية والصحية والجمالية . ومن أبرز هذه الحدائق حديقة الحسينية