لم يعد متنزه الطائف الوطني في سيسد الوجهة المناسبة للباحثين عن الترويح عن أنفسهم وعائلاتهم، جراء الإهمال الذي طاله وأحاله إلى مرتع للكلاب الضالة والضباع والثعابين التي أصبحت مصدر رعب حالات اللدغ التي تعرض لها زوار المتنزه.
وبحسب مواطنين تحدثوا لـ»مكة»، فإن إهمال وزارة الزراعة أجهز على كل النواحي الجمالية للمتنزه، مشيرين إلى أن تدني الخدمات البلدية في المتنزه من دورات مياه وعدم توفر الماء فيها أزم الوضع كثيرا، إضافة إلى سوء النظافة والعبث في ملاهي الأطفال وتكسيرها وقدمها.
هجران المتنزه
وذكر سعود القرشي من زوار الطائف أن المتنزه اختلف كثيرا عن حاله قبل عشر سنوات ولم يعد الناس تأتيه والمكان أصبح موحشا ومخيفا وينقصه الكثير من الخدمات، مضيفا أنه قدم لزيارة أقاربه في الطائف من الشرقية وكان لا يحلو له الإقامة في الطائف إلا بزيارة متنزه سيسد الذي كان يجذب الزوار والأهالي لكنه أسف لما آل إليه من تدهور.
وقال حاتم السفياني: إن محافظة الطائف تميزت منذ سنوات بوجود المتنزهات الطبيعية ومنها متنزه سيسد، وهو متنزه طبيعي شاسع المساحة وله طبيعة جغرافية مميزة حيث تحيط به الأشجار والجبال من جميع الجهات، مما جعله متنزها مرغوبا لزوار المحافظة إلا أن الإهمال قضى على جمالية هذا المتنزه وجعله مهجورا ولم يعد مقصدا سياحيا للزوار والأهالي، مشيرا إلى أن الأمانة لم تعد تهتم بالأشجار وتشذيبها حتى أصبحت موحشة ومتشابكة، بينما لم تكافح وزارة الزراعة انتشار الثعابين في المتنزه والذي شهد خلال العامين الماضيين حالات لدغ للمتنزهين، كما أن الكلاب والضباع تشاهد في المتنزه بالذات في الفترة المسائية وأصبحت مصدر خوف لدى الكثيرين، مما عجل بهجران الناس للمتنزه.
طموحات كبيرة
من جهته بين المهندس رويد بصفر، أحد المشرفين على المتنزه عند إنشائه قبل نحو 15عاما أن وزارة الزراعة ممثلة في قسم إدارة المتنزهات أبدت رغبتها في إنعاش متنزه سيسد وفتحه للمواطنين ليصبح متنزها لأهالي الطائف وزائريه لقربه من مدينة الطائف، وذللت الصعاب وقتها بنقل مزارع الدواجن، لكن بعد ذلك بدأ الإهمال والاستقطاع من أرض المتنزه لصالح جامعة الطائف ودوائر حكومية أخرى مما أوقف جهود استكمال وتجهيز المتنزه ليكون أفضل المتنزهات الطبيعية على المستوى المحلي، حيث كانت الأفكار والطموحات كبيرة لدى القائمين على المشروع ومن تلك الأطروحات جعل المتنزه كحدائق جنوب أفريقيا حديقة حيوان مفتوحة بها جميع الحيوانات ويكون لها نظام خاص في التنزه بسيارات خاصة، وكذلك استثمار وجود سد معاوية بن سفيان التاريخي في الموقع، لافتا إلى أن تطوير المتنزه لا يكون إلا بفتح المجال للقطاع الخاص لاستثماره وتشغيله فالوزارة لن تستطيع أن تقوم بمهمة الإشراف على منتزه بهذه المساحة الشاسعة.
تلبية التطلعات
وبدوره، أوضح مدير فرع الزراعة بالطائف المهندس حمود الطويرقي، أن تطوير منتزه الطائف الوطني بسيسد مطروح قبل عدة سنوات وصدرت التوجيهات باستقطاع جزء منه لصالح عدة جهات حكومية لإقامة منشآتها على تلك المواقع وبموجبه حددت الجهات المختصة تلك المواقع وتسليمها، مضيفا بأن الزراعة حريصة على القيام بأعمال التأهيل والتطوير للمتنزه ومنها معرفة الأجزاء المستقطعة على أن يكون التطوير في المتبقي من أرض المتنزه.
وأشار إلى أنه بعد تقييم المتنزه من قبل الإدارة المختصة بالوزارة وانتهاء التصاميم سيتم البدء بأعمال التطوير لإظهار المتنزه بالشكل الذي يتطلع إليه المسؤولون ويلبي حاجة المتنزهين والمصطافين كون طبيعة المتنزه تساعد على أن يكون منطقة جذب سياحي متميز.
التعليقات